رؤية فني
الذات وتعبيرها .. العالم ومحيطه
الاختام الأسطوانية .. الفردية تبحث عن العمومية
استقطب تصورا ... لوضع العلااقات , الكونية , عبارة عن ختم اسطوانيا .
مقدمةلابد منها
.
الختم الاسطواني يعتبر قطبا من اقطاب السجال الدائر بين شعوب العاالم القديم وحصر الريادة في حضارة وادي الرافدين
ومنها اقتبست فيما بعد الاقطار المجاورة
وهو اي الختم الاسطواني ابتداع النصوص المكتوبة والاشكال الصورية المحفورة على قطعة من الحجر او اي مادة اخرى فهو ذات شكل منبسط او اسطواني وغالبا ما يكون مثقوبا من الوسط ليسهل حمله او تعليقه
وهذا المنجز يمثل انعكاسا للمواقف الانسانية من الكون والزمان ومعضلات الوجود وبواطن التجارب الانسانية ودلالات المواقف الحضارية المختلفة ومنها استطاع رجال الاثار تحديد زمن الختم الاسطواني فجسد المنجز هذا يتشكل بوضوح عند دحرجته على طين طري ومنها تصاغ نقوشه بصورة بارزة ويحتمل قراءة النص بالشكل الصحيح الذي اراده الفنان
ابدأ بالكشف عن المنجز الابداعي كظهوره تاريخيا لاول مرة الى النصف الثاني من عصر الوكاء المعروف بدور الطبقة الرابعة اي في حدود 3000 سنة قبل الميلاد
ولقد عثر على اقدم نوع من هذا الدفق الحيوي على شكل منبسط وبعدها ظهر الختم الاسطواني وتظهر هذه النواة الاولى اي الختم الاسطواني
بالتعاقب حضوره وغيابه في الادوار التاريخية فالمسار السلوكي لفاعلية الختم متعددة فمنها ختم السدادات الطينية لفوهات الجرار... وختم الرقم الطينية كنص للتوثيق او ختم كرات طينية مجوفة تحتوي بعضها على رموز او دلالة غير واضحة المعالم للاستعمالات
فالبنية الذهنية للاستعمالات الاولى للختم هو الوعي للملكية الفردية ودعمها بعد ان خرج الانسان الاول من حياة الكهوف والعزلة الفردية وممارسة الرياضات النفسية والجسدية الى حياة الجماعية الملكية الفردية والاسرة واصبح للفرد حضوره كوجود اخر عند دائرته الكونية خصوصا ان الفردية بطبيعتها مدفوعة الى البحث عن العمومية ولقد توافق هذا الحضور مع ظهور الكتابة الاولى لاؤل مرة في تاريخ البشرية... فهذا التطور السلوكي في التعبير عن الفردية هو الشعور بتعرية حالة الكشف عن الحجب واقتحام الاولي على السفلي اي تجاوز البعدين خلال محورين عمودي وافقي وهذا ما يفسر لنا عن ظهور الكتابة عموديا في نواتها الاولى على الاختام
فكان دأب الانسان الاول منذ وجوده البدائي في الكهوف لاكتشاف نقطة التواصل بين الذات كتعبير والعالم كمحيط اثر مرئي للديانة التي شقت فيما بعد طريقها المشترك مع الفن
فهذا المنجز انما هو حصيلة التداخل بين الذات والعالم وادراكية العمل الفني المنطلق من ايمان عميق بالبحث عن المرجعية الاولى للوجود فهذه الصلة بين المنجز كفن والنص ككتابة وعلاقتها بدائرة المكان الزماني كمعبد تنتمي الى معنى مقروئية الوجود
وهذا التولد الابداعي يصهر حرية الفنان ليعيد تشكيله ضمن قوانين سلوكية قمعية لاخراج المشهد الكامل الذي يتألف في الواقع من عدة مفردات وعناصر تصوريرية اي ابقاء المشهد على حاله بتأويل بسيط من عصر الى اخر
وهذا القمع قد جعل الفنان يتخطى الخروج على الواقع بتدميره ورفضه واعادة تشكيله بالرؤية للمدع في مدار السلوك الجماعي القلق من القمع السلطوي والديني في الوقت نفسه
فالانسان مطبوع على التوتر الروحي والقلق المصيري فيبقى الفنان يمضي في الخفاء ابدا انه السر المنطوي فعزلته المطلقة هو طغيان حضوره كما لايستقيم حضور بلا غياب فالذاءقة السائدة في ذلك العصر هو الرمز الفاعل للوجود الى فضاء يسمح للطاقة الخيالية بالعبور الى الموارء
فكان الانسان الاول تتوهج روحه في ان يجد تفسيرا مطابقا للتداعيات الذهنية التي تثيرها الظواهر الحسية في نفسه فهو يتامل عمقا بالوجود بحثا في العثور على اجابات فجاءت الاساطير على معضلات الوجود وخفايا السر الكامل له
فالاسطورة تقذف بالحقيقة الى لجة الغموض والالتباس بين الخيال والعلاقات الداخلية وتحولاتها والحقيقة
وهذا المفهوم يستدعي الاستقصاء والتمحيص والجهد المضاعف بالاستحضار القصدي للوجود وبهتك الحجاب الهائل دون جوهر الكون فكلما امعن العقل في البدائية امعنت الاسطورة في الخيال
فهنا استقطب تصورا ذهنيا للكون عبارة عن ختم اسطواني وعند دحرجته على الطين الطري للوجود تتشكل الصورة النهائية لوضع العلاقات الكونية واعتقد لاوجود لحرية او اختيار
مقالة نشرتها في جريدة الزمان في
16-02-2000